Admin المدير العام
| موضوع: شوارع الخميس مايو 21, 2009 2:07 pm | |
| هذه الكلمات جاءت تعليقا مني على موضوع في أحد المنتديات عن أطفال الشوارع ومدى تعرضهم للأذى وكيفية حل هذه المشكلة بعد أن أصبحت عبأ على المجتمع بسبب تحول هؤلاء إلى متسولين و سارقين.
الحقيقة أن الإعتداءات الجسدية والجنسية لهؤلاء - وأنا أتحدث عن مصر - لا يقال عنها أنها واردة ومحتملة ولكن هي تدخل ضمن الأحداث اليومية العادية والتي لم تعد لهؤلاء الأطفال إلا من طبائع الأمور وجزء من مأساة الحياة التي يعيشونها في الشارع.
أريد أن أخرج بعض الشئ عن سياق الموضوع الرئيسي لنتفكر في هذه المسألة من جوانب أخرى
وهي العلاقة بين الغني والفقير
كتب الله على بعضنا أن يكون غنيا والبعض الآخر أن يكون فقيرا ولكن بعدله سبحانه أعطانا الشريعة التي تحكم علاقة الطرفين ببعضهما بشكل يكفل لكلاهما الكرامة والتكافل والرضا والحب فيما بينهما.
كتب الله على الغني أن يعطي للفقير من خير ماله ولا يطلب أجره إلا من الله ولا حتى بالدعاء ولا يمن على الفقير بأعطيته، وأمر الله الفقير بأن لا يسأل الناس وبالدعاء لمن أعطاه شكرا له. هذه هي العلاقة التي تكفل العلاقة النفسية السوية بين الطرفين الغني والفقير.
الآن نقول أن الفقير يسرق ويختلس ويتسول وأصبح عبأً على الغني والسبب الوحيد لذلك هو أن المعادلة إختلت
الغني لا يعطي الفقير بل يعطيه القليل مصحوبا بالمن والأذى بل قد لا يعطيه ويتسبب في معاناته وضياعه هو وأسرته فما هو رد الفعل المتوقع من هذا الفقير إلا أن يكون ناقما على مجتمع الأغنياء مستحلا مالهم بأي وسيلة.
حين يرى طفل ينام في الشارع لا يجد ما يشتري به عشاؤه غني أمامه في عربة فارهة يبدو عليه ترف العيش ولا يعبأ به أو باحتياجاته ماذا سيكون شعوره إلا أن يكون ناقما عليه وعلى المجتمع الذي تركه هكذا.
هناك زكاة واجبة على الغني تبعث الرضا في نفس الفقير، فإذا وجد الفقير أن القادرين يساعدوه لدعا لهم بسعة الرزق وقلبه راض غير ناقم عليهم، وهذا هو الهدف الرئيسي من تشريع الزكاة: التكافل الاجتماعي وصفاء النفوس.
واتذكر هنا موقفا سمعته في أحد مجموعات د.طارق السويدان حيث يحكي عن أحد الدعاة حاول أن يقنع رجال أعمال بإخراج الزكاة فنادى على المحاسب وقال له احسب لي زكاة المال فظل يحسب ويحسب حتى تجاوز المائة مليون دولار، فنظر رجل الأعمال إلى الداعية وقال له أتريدني أن أدفع أكثر من مائة مليون دولار لفقراء؟
أطفال الشوارع أصبحوا في الشوارع بسبب ثقافة البغض التي توارثها آباءهم من نبذ المجتمع لهم، فلقد علمهم الأغنياء كيف يتخلون عن مسئوليتهم تجاههم، وقد وعوا الدرس وتعلموا ان يتخلوا هم أيضا عن مسئولياتهم ورمي أطفالهم في الشوارع.
وفي النهاية الحل في إخراج رجال الأعمال من أغنياء العرب وهم كثير لزكاة مالهم، وأن لا تخرج في صورة مساعدات مالية ولكن مشروعات تكفل لهؤلاء الفقراء ومن بلا مأوى مصدرا للدخل يغنيهم عن السؤال وذلك بمشروع تأهيلي يخدم مشروع صناعي أو تجاري يستخدم من يخرج من هذا المشروع التأهيلي.
إن دفع الزكاة ليس تفضل من الأغنياء على الفقراء لأنها كما قال الله تعالى في آياته :"والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم"، وصفها الله بأنها "حق" أي أن سكوت الأغنياء عنها يعتبر سرقة حق الفقراء، وفكر فيها بشكل مختلف إنه مال الفقراء أعطاه الله للأغنياء كي يثيبهم على إخراجه لهم.
| |
|